تهدف هذه الوثيقة التربوية إلى وضع إطار لمنهاج تربوي وطني يضمن لجميع الأطفال المغاربة أقصى قدر من المساواة في الولوج تعليم أولي يراعي حاجاتهم النفسية و التربوية, ويكسبهم التعلمات الأساسية المراد تحقيقها في مجال النمو بمختلف جوانبه الحسية الحركية،و المعرفية،و الاجتماعية،و العاطفية, في أفق الإستقلال الذاتي.و قد استغرق تخطيط هذا الإطار المنهاجي و تجريبيه داخل وحدات فعلية لعينة من مختلف أنماط التعليم الأولي (نمط تقليدي ،نمط عصري ,نمط مدمج،وبالوسطةالحضري و شبه الحضري و القروي ) حوالي أربع سنوات تحت إشراف فريق خبرة وطني اشتغل بجانب مديرية المناهج.
و قد مكن هذا العمل التشاركي الذي جمع باحثين و فرقا جهوية أكثر إلتصاقا بالميدان من مؤطرين و ممارسين و أسر و أطفال معنيين، من تصميم هذا الإطار المنهاجي إعتمادا على موجهات يتعين إحترامها في تربية و تكوين الأطفال في مرحلة التعليم الأولي، تأخد بعين الإعتبار طبيعة المرحلة النمائية و خصوصياتها، كفضاء لإعداد الطفل(ة)، و تفتيح شخصيته و تهييئه للتعليم الإبتدائي على جميع المستويات الحسية الحركية و العقلية المعرفية و الوجدانية و الإجتماعية، بما يجعل هذا الطور النمائي الهام فترة حقيقية لتطوير شخصية الطفل(ة) و تفتيحه على ذاته و على العلم المحيط به، واكتسابه المهارات الأساس للاندماج بنجاح في عالم التمدرس و في حياته فيما بعد.
كما يسعى هذا العمل الى تلبية هدف مؤسساتي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و التعليم العالي والبحث العلمي، من حيث الرغبة في الرفع من جودة و فعالية المقاربات التدخلية للفاعلين التربوين في مجال التعليم الأولي، وذلك بإعداد وثيقة مرجعية تؤطر المنهاج التربوي للتعليم الأولي، و تضع خطوطه العريضة على مستوى المكونات الأساسية و المعروفة في بناء المناهج، من مدخلات و مخرجات وما بينهما من عمليات بيداغوجية أساسية،مع تقديم نماذج لمشاريع موضوعاتية يمكن الإشتغال عليها فيما يخص كل مكون من مكونات السيرورة المنهاجية المقترحة من بداية تصورها، إلى تنظيم الممارسة التربوية و تدبيرها في الميدان من لدن المربيات.
لقد تم الحرص في هذا الإطار المنهاجي على إبراز خصوصية التعليم الأولي، وجعله طورا تربويا و تعليميا بهوية خاصة تميزه عن التعليم الإبتدائي تخطيطا و تنظيما و تدبيرا.
لتحميل و مشاهدة الإطار المنهاجي الخاص بالتعليم الأولي
مشاهدة و تحميل الإطار المنهاجي pdf
إرسال تعليق